من غير عنوان

 من أكبر الخرافات اللى أهلنا زرعوها في دماغنا هي مرحلة الوصول للكمال او بمعني تاني تفضل دايما صح ومبتغلطش

تفضل دايما علي مستوي توقعاتهم اللى مش بتنتهي ولا بتقف
تبدأ بالنجاح في الثانوي وبعدها تدخل كلية طب وبعدها تفتح عيادة وبعدها تتجوز وبعدها استني تخلف وبعدها تشتري عربية وبيت وبعدها تجوز ولادك وتستني يخلفوا
اي ده انت لسه مستني حاجة معدش خلاص لانه بعدها هتموت
هتموت ايوا.. حياتك بقيت مراحل وطلبات وتوقعات مبتنتهيش من أهلك ومراتك وجوزك
بس وسط كل دا نسيت تعمل حاجات مهمه نسيت تبقي سعيد نسيت تمتع نفسك نسيت تسمع لها طنشت ودانك عن رغباتك الحقيقة وجريت ورا حلم والتاني والتالت وللاسف كلهم مش بتوعك
كلهم بتوع بابا وماما وخليك احسن من ابن خالتك وشايف فلان جاب عربية وفلانه اتجوزت قبلك وغيره وغيره
كانك اتخلقت عشان تتبمرج علي نظام معين لازم تمشي عليه ومتعرفش تخالفه
انا مثلا دخلت كلية وحققت فيها اعلي الدرجات وتخرجت منها علي تدريس ومع ذلك كل الحاجات اللى حققتها عمري ما كنت سعيدة بيها لاني ببساطه كنت بعملها عشان ارضي اهلي اللى فرضوا عليا مستقبل مش بتاعي وحياة مش حياتي
خدوا أحلامي ورموها في البحر وزرعوا جوايا أحلامهم هما لاء وكمان حاولوا يقنعوني انها أحلامي وان ده الصح ولازم تعمله
علفكراا القصة دي مكررة مش معايا بس مع ناس تانيه كتيير
وممكن فعلا لو كنت مشيت بدماغي مكنتش هبقي في أحسن حال بس الاكيد اني كنت هبقي راضية وسعيدة ومبسوطة اكتر من دلوقت
ما هو ده يبقي ظلم لنفسنا اوووى لو عملنا حاجة عشان بس نرضي ناس تانيه غيرنا
حلو جداا انك ترضي اهلك بس الأهم انك ترضي نفسك وتحبها وتسمعها وتتصالح معاها كمان ومتقسوش عليها
اهالينا علمونا صح وخطأ بس نسيوا يفهمونا ان تكرار الخطأ هو اللى بعد كداا بيعلمنا اننا منكرروش ونعرف الصح
علمونا ان النجاح والتفوق في دراستنا اهم حاجة بس نسيوا يعلمونا ان خطوات الفشل المتكررة واردة وكتير في الطريق وانها لازم تحصل عشان تحس بطعم النجاح
علمونا ان الضعف والعياط مش مقبول وخليك قوي دايما بس نسيوا اني بني أدم مش من فولاذ واني مهما كنت قوي فأكيد هنهار وهضعف عشان اقدر اجمع نفسي مرة تانيه واقوم من جديد

علمونا اننا مينفعش نعلي صوتنا او نغضب او نعترض بس نسيوا يعلمونا ان الغضب امر طبيعي بس طريقة التعبير عنه هي اللى بتفرق وعشان كدا بقينا بنسكت عن أوضاع مش قابلينها وده طبعا كان كفيل يجيب اكتئاب وامراض نفسية مبتنتهيش
الانسان يعني فرح وحزن .... هدوء وغضب ... ضحك وبكا
ده الانسان.. لكن اهالينا عاوزينا نص بني أدم طب ازاى ؟
علمونا نفضل متحاوطين بحمايتهم الزايدة واهتمامهم وأننا مينفعش نتحرك خطوة من غير ما نرجع لهم بس نسيوا ان ده هيخلق شخصيات اعتمادية وضعيفه ومترددة ومعندهاش الجرأة تاخد قرار واحد في حياتها
علمونا ان ربنا موجود حوالينا في كل مكان ولازم نخاف منه وأننا لازم نأدي العبادات بس نسيوا يفهمونا اننا نحب خالقنا قبل ما نخاف منه لان الحب هو اللي بيخلق الثبات في استمرارية العبادة
علمونا ان الجواز للبنت ستر وان البنت مينفعش تعيش من غير جواز ونسيوا يعلموها انها مش ناقصه وتقدر تعتمد علي خالقها ونفسها وشغلها احسن ما تتجوز ذكر لا يتق الله فيها  لمجرد خوفها من الوحدة والعنوسه  وهنا ميبقاش الجواز ستر يبقي غصب وفرض وفضيحه واي حاجة تانيه غير الستر
علموا البنات ان ضل راجل ولا ضل حيطة ونسيوا يقولوها ان اوقات وحدتك وتأخير جوازك احسن من انك تدخلي في جوازة سامه او تقعي في بلاعة مع راجل ضعيف وسلبي وجبان يسرق من عمرك اجمل لحظات ويدفنك بالحياة ويعجزك قبل أوانك
علمونا نقارن نفسنا بأقاريبنا ونبقي احسن منهم ونسيوا يقولونا اننا نسخه واحدة لا تتكرر وعشان كداا انت مختلف عن اي حد
علموا الذكر انه يقدر يختار اي بنت محترمة حتى لو عرف كل بنات الكون وحرموا علي البنت اللي بتدخل علاقة واحدة انها تبدأ حياتها من جديد ونسيوا النبي لما قال الناس سواسية كأسنان المشط
وان الحساب بتاع ربنا مش بيفرق بين ولد وبنت وانه كله أمام الله واحد
حياتك يعني بتاعتك يعني اختياراتك قراراتك اللي انت لوحدك هتتحمل نتائجها
واكبر دليل علي كداا انك يوم القيامه هتتحسب لوحدك ولا حد هينفعك لا ام ولا اب ولا زوج ولا زوجه ولا اي حد
انت لوحدك أمام ربك
وعشان كداا لما تيجي تختار ارضي اتنين ربنا اولا ثم نفسك
مش معني الكلام ان اهالينا ملهمش نصيب في الرضا لاء طبعا طاعتهم واجبه وضرورية
بس مش علي حساب نفسي مش معني اني ارضيهم انى اشتغل شغلانه مش بحبها او اقبل بجوازة مش عاوزها
وبردو مش معناه انى اعيش حياة هما اختاروها عشان يبقوا راضيين
السؤال الأهم اللى لازم تسأله لنفسك هل انت راضي عن شكل حياتك ؟
هل دي اختياراتك ؟ هل ده انت ؟ ولا دي حياة حد تاني ؟
                                                
                                                 بقلم / 🦋 butterfly